أثر المبيدات على الإنسان والبيئة
--------------------------------------------------------------------------------
استخدم الإنسان معطيات العلم الحديث لزيادة الإنتاج وتحسينه بهدف تأمين الغذاء، وأدت هذه المعطيات إلى خلل خطير في التوازن البيئي، مما أدى إلى ظهور العديد من المشاكل التي لم يكن متوقعاً ظهورها، منها ما أضر بالإنسان ومنها ما أضر بالطبيعة.
ووفقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن الآفات الزراعية تسبب خسائر بالغة للمحاصيل الزراعية تبلغ 35-40%، وتُعد الحشرات من أخطر أنواع هذه الآفات، إذ سُجل منها نحو 10 آلاف نوع، كما يوجد نحو 30 ألف نوع من النباتات تندرج تحت اسم الأعشاب، منها 1800 نوع تسبب أضراراً اقتصادية هامة وخطيرة على المحاصيل الزراعية. ولهذا لجأ الإنسان إلى العديد من الوسائل لحماية محاصيله من الآفات، فاستخدم المبيدات الكيميائية للقضاء على هذه الآفات، إلا أن هذه المبيدات تركت آثارها السلبية الكبيرة على الطبيعة والإنسان، وألحقت الأذى بالأعداء الحيويين، فتقلصت أعدادهم.
________________________________________
البيئة :
هى مجموعة العوامل الخارجية التى تحيط وتؤثر فى الكائن الحى من حيث شكله الخارجى وتركيبة الداخلى ووظائفه الفسيولوجية وسلوكه وتشمل مكونات البيئة ( الماء – الهواء – التربة – الطاقة .
________________________________________
المبيد ؟
هو أي مادة أو خليط من عدة مواد ينشر في بيئة الآفة بوسائل وأشكال مختلفة فيعمل على قتلها أو منع تكاثرها أو طردها بهدف تخفيض أعدادها إلى حد غير ضار اقتصادياً .
________________________________________
تصنيف المبيدات
يزيد عدد المركبات الكيميائية السامة المستخدمة في مكافحة الآفات على بضعة آلاف مركب بحيث أصبح من الصعب استخدامها دون تقسيمها إلى مجموعات أو زمر تشترك مع بعضها في الصفات الرئيسية، و لذلك تعددت الطرق و التقسيمات للمبيدات و التي يتم تصنيفها على عدة أسس منها:
أولا : حسب طريقة دخولها جسم الآفة:
1- سموم معدية : تدخل جسم الآفة عن طريق الفم أثناء التغذية على مواد معاملة بالمبيدات.
2- سموم جلدية أو بالملامسة: تدخل جسم الآفة عن طريق الجلد أثناء الرش أو التعفير أو السير على الأسطح المعاملة.
3- سموم التدخين أو التنفس : تدخل هذه المواد جسم الآفة على شكل غاز أو بخار أو حتى غبار عن طريق الفتحات التنفسية.
4- السموم الجهازية : و تعد من حيث دخولها جسم الآفة سموما معدية، غير أنها تمتاز بسهولة ذوبانها في الماء و امتصاص النبات لها عن طريق الجذر أو الساق أو الأوراق و سريانها مع عصارة النبات و قتل الآفات التي تتغذى على العصارة المسممة.
ثانيا : حسب طريقة تأثيرها السامة في الآفة
1. سموم طبيعية: تؤثر بصفاتها الطبيعية.
2. سموم تنفسية: تؤثر في عمل الجهاز التنفسي.
3. سموم عصية: تؤثر في عمل الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي.
4. سموم بروتوبلازمية: تعمل على ترسيب بروتين الخلايا الحية.
5. سموم عامة: تؤثر بأكثر من واحدة من الطرق السابقة.
ثالثا : حسب المصدر الذي أخذت منه و التركيب الكيميائي:
1. مركبات غير عضوية.
2. مركبات عضوية من أصل نباتي.
3. مركبات عضوية صناعية (مخلفة صناعيا)
رابعا : حسب نوع الآفة المراد مكافحتها:
1. مبيدات الحشرات Insecticides
2. مبيدات العناكب Acaricides
3. مبيدات القوارض Rodenticides
4. مبيدات القواقع Molluscicides
5. مبيدات الديدان الخيطية Nematicides
6. مبيدات الفطريات Fungicides
7. مبيدات الأعشاب Herbicides
8. …………إلخ.
خامسا : حسب مجال استخدامها:
1. مبيدات زراعية: تستخدم لمكافحة الآفات الزراعية.
2. مبيدات صحية أو مبيدات الصحة العامة: لمكافحة آفات الصحة العامة.
3. مبيدات بيطرية: لمكافحة الآفات المتطفلة على الحيوانات.
سادسا : حسب عدد الأنواع التي يؤثر فيها المبيد: (التخصص في التأثير)
1. مبيدات تؤثر في نوع واحد من الآفات..
2. مبيدات تؤثر في بضعة أنواع متقاربة تصنيفيا..
3. مبيدات تؤثر في العديد من الأنواع المتباعدة تصنيفيا
اسباب انتشار المبيدات:
ا- تأثير سريع ( تاثير سام للآفة )
ب- الحصول عليها سهل.
ج- طريقة الاستعمال بسيطة.
د- سعرها رخيص
أسباب أضرار او مشاكل المبيدات:
1. الاستخدام الخاطئ.
2. عدم الاستخدام المبيدات في الوقت المناسب.
كيفية التعرض للمبيدات:
1. التعرض المقصود "الانتحار او القتل".
2. التعرض الغير مقصود " بالخطأ " -
3. التعرض المهني من تصنيع وتعبئة المبيدات او أعمال الرش.
4. التعرض لمتبقيات المبيدات من خلال الغذاء والماء.
أنواع التسمم
1. التسمم الحاد
يقاس بظاهرة الموت والحياة. ظهور مفعول السم بعد التعرض بفترة قليلة للتسمم.
2. التسمم المزمن:
يقاس بظاهرة الأمراض وتأثيراته الناتجة من التعرض للمادة السامة لفترات طويلة والأعراض تظهر بعد مرور فترة زمنية طويلة
قياس سمية المبيد
يتم قياس سمية المادة الكيميائية بمعيار الجرعة النصف مميتة LD50 ويعبر عنها مجم / كجم من وزن الجسم وهى الجرعة التى تقتل 50 % من مجتمع حيوانات التجارب - وترتبط خطورة المبيد باختلاف صورة المستحضر وتزداد خطورته مع تركيز المادة الفعاله
طرق دخول المبيدات إلى جسم الإنسان :
1- عن طريق الجلد :
- ينفذ المبيد من خلال البشرة إلى الدم مباشرة , نتيجة تلامس المبيد سواء مخفف أو مركز أثناء التعامل الغير صحيح مع المبيد بدون اتخاذ احتياطات الأمان .
- وخصوصاً عن طريق الملابس أكثر من التعرض المباشر لان الملابس تحتفظ بجزئيات المبيد، وبطول فترة ارتداء الملابس الملوثة يؤدي الي التعرض المستمر للمبيد حتي يتم تغييرها.
- ويزداد خطر المبيد على الجلد عند وجود جروح به وعند ارتفاع درجات الحرارة
2- عن طريق الاستنشاق " الجهاز التنفسي " :
- و يتسبب ذلك في ضرر مباشر علي الجهاز التنفسي سواء بحدوث الاختناق أو أمراض الحساسية المزمنة, كما أن بقايا المبيد تمر إلى الرئتين ومنهما إلى الدم الذي يحمله إلى جميع أجزاء الجسم.
3- عن طريق الجهاز الهضمي :
تصل المبيدات إلى المعدة والأمعاء عن طريق تناول منتجات زراعية أو أطعمة أو مشروبات ملوثة بالمبيدات ، أو تناول الطعام بأيدي ملوثة بالمبيدات ، أو لمس الفم بالأيدي الملوثة أو تناول أطعمة أو مشروبات مخزنة في أوعية مبيدات فارغة .
4. من خلال العين
أضرار المبيدات على الإنسان
1- أضرار مباشرة على جسم الإنسان .
2- أضرار على البيئة والممتلكات والكائنات النافعة للإنسان
1- الأضرار المباشرة للمبيدات على جسم الإنسان:
التسمم – الاختناق - الإغماء والتقلصات المعوية واختلال حرارة الجسم.... الخ
2- أضرار غير مباشرة " البيئة والممتلكات والكائنات النافعة للإنسان"
- تلوث مياه الشرب ومصادرها .
- تلوث الهواء بالغازات مثل الميثان وثانى أكسيد الكبريت وثانى أكسيد النتروجين
. ان كميات من متبقيات المبيدات تتراوح بين 50 – 90 % من الكمية المرشوشة تجد طريقا للهواء لتلوثه حيث تقوم التفاعلات الكيموضوئية بتحويله الى غازات تضر ببيئة الغلاف الجوى والأوزون .- تلوث التربة الزراعية .
- تلوث القنوات المائية وما يعيش فيها من كائنات حية .
- القضاء على الكائنات النافعة للإنسان مثل الأعداء الحيوية للآفات من الحشرات
والحيوانات والطيور وغيرها .
- أضرار بحيوانات وطيور المزرعة .
- ظهور السلالات المقاومة للمبيدات بسبب تعرض الآفة إلى مبيد معين بشكل متتابع
-تدني خصوبة التربة بسبب قتل الميبدات لبكتريا تثبت النتروجين (الآزوت) في التربة ,وقد لوحظ أن النتريت الموجود في التربة يتفاعل مع بعض المبيدات ويكون مركباً اسمه ( النيتروز إمينات) وهو مادة سامة يعمل على تلوث التربة و المياه الجوفية و يمتص بواسطة عصارة النبات و يختزن في أنسجته مؤدياً إلى حدوث أمراض سرطانية عند الإنسان...
- كما ثبت أن معظمها قد يصيب الإنسان بدرجات مختلفة من السمية والأضرار الصحية.
التي تظهر آثارها على المدى البعيد مثل أمراض الكلى والجهاز الهضمي والجهاز العصبي والسرطان .
__________________________________________________ _______-
كيفية وصول المبيدات إلى البيئة
تصل المبيدات إلى البيئة بواسطة الرش المباشر على النباتات أو على التربة ,و عن طريق التناثر أثناء الاستخدام ,وبواسطة التخلص من عبوات ومخلفات المبيدات, و أثناء سكب المبيدات على التربة , وتجدر الإشارة هنا إلى أن أكثر من 90% من المبيدات لاتصل و لا تستقر على الآفة المراد مكافحتها و لكن تصل إلى البيئة
, ويتعلق هذا الوصول بعدة عوامل نذكر منها
1. قدرة المبيد على البقاء
2. حركة المبيد
3. عمر المبيد أو المصير النهائي له
بعد استخدام المبيدات تتعرض إلى الفقد على سطح التربة أو التسرب إلى المياه الجوفية ,ويعتمد في هذا و بشكل رئيسي على قابلية المبيد للذوبان و الامتصاص و العمر النصفي له حيث أن المبيدات ذات العمر النصفي الأطول يكون لها قدرة أكبر على الوصول إلى المياه السطحية أو الجوفية ,فيما نجد أن المبيدات التي لا تنحل أو التي لها درجة عالية من الامتصاص تميل إلى البقاء قرب سطح التربة وتكون بذلك عرضة للفقد السطحي ,وأن المبيدات ذات الدرجة العالية من الذوبان أو الانحلال و التي لها درجة امتصاص منخفضة تتصف بقدرة عالية على الرشح و الترسب من خلال التربة
_______________________________________________
مصير المبيدات بعد استخدامها في الحقل يكون
1. الفقد عن طريق التطاير
2. الانتقال أو التحول
3. التحلل أو التدهور
4. التفاعل الكيميائي مع التربة
5. التصاق ذرات المبيد بجزيئات التربة (الامتصاص)
التداول الآمن للمبيدات
يمكن لمستعمل المبيدات أن يتعامل معها بأمان كاف، و لمدة طويلة، بدون أي تأثير ضار يذكر على نفسه أو على بيئته، و حتى مظاهر التعب، التي قد تبدو نتيجة التعرض للمبيدات لفترة طويلة من المتعاملين معها، يمكن تحاشيها باتباع تعليمات السلامة عند استخدامها، علما بأن هذه المظاهر لا تظهر إلا بسوء الاستخدام و سوء الاستعمال مع المبيدات.
1. اختيار المبيد:
يجب أن يسبق اختيار المبيد، تعريف و توصيف الآفة المراد مكافحتها بدرجة عالية من الدقة، و علاقتها بالعائل و ما يوجد معها من كائنات أخرى مصاحبة. و لا يجب القيام بعملية المكافحة ذاتها ما لم تكن هناك فائدة ملموسة و مردود حقيقي من إجرائها، و أن يكون المبيد الذي تختار أقل قدر ممكن من الخطورة على الأحياء الأخرى المنتشرة في المنطقة و يحتاج ذلك إلى معرفة معقولة بالمبيدات المتوفرة، و تحديد كمية المبيد المطلوبة بالضبط، مع عدم تجاوز الجرعة بالزيادة أو بالنقص، لكي لا يترتب عن ذلك مشاكل كثيرة، كما يجب النظر بعين الاعتبار إلى أزمنة الصلاحية و الحظر و التحريم و الفعالية للمبيدات المستخدمة.
2. التعامل مع المبيدات و خلطها:
المبيدات بطبيعتها مواد سامة للخلية الحية، و يلزم توخي أقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل معها. من أكثر العمليات خطورة في التعامل مع المبيدات هو تجهيزها للتطبيق الذي يتضمن عمليات المعايرة و الخلط و التعبئة في وسائل تطبيقها، نظرا لما قد يترتب عنها من تطاير للرذاذ أو الغبار أو الانسكاب العفوي أو غير ذلك من حوادث التعرض لمخاطرها.
و يلزم دائما مراعاة تعليمات السلامة عند العمل في معايرة المبيدات و خلطها و تعبئتها، و التي منها:
1- قراءة ملصق العبوة قراءة جيدة و باستيعاب جيد، ثم حساب الجرعة اللازمة منه، و كذلك التخفيف من المستحضر الذي تم اختياره، على أن تستخدم وسيلة التطبيق المناسبة، و ارتداء ألبسة الحماية الشخصية و أدواتها، إضافة إلى تجهيز الإسعافات الأولية ضد الإصابة الطارئة بالمبيد في موقع العمل.
2- يتم خلط المبيدات إما في الخلاء (أي الجو المفتوح) أو في مكان جيد التهوية، بداية من فتح العبوة، لأن الضغط داخلها غالبا ما يكون أعلى من الضغط الجوي، وقد يتسبب فتحها اندفاع قطرات من السائل المركز للمبيد خارجها، ويلزم فتح الأكياس بسكين أو مقص، لأن تمزيقها المباشر باليد قد يؤدي إلى اندفاع الغبار من في كل الاتجاهات، مما يعرض القائم بالعملية للخطر، مع توقيف أي مروحة أو هواية موجودة، حتى لا يتسبب تشغيلها في توسيع دائرة انتشار رذاذها أو غبارها في كل الأرجاء.
3- عند خلط المبيدات يلزم أن يكون معروفا، و على وجه الدقة، الكمية من المادة (أو المواد) الفعالة اللازمة، ومعايرتها (قياس أحجامها أو أوزانها) بدقة بالغة، مع الحرص على تنظيف أدوات المعايرة بعد كل استعمال.
4- عند نفاذ محتويات إحدى العبوات بالكامل، يلزم شطفها جيدا (ثلاث مرات) بالماء أو بالمذيب المستعمل في تخفيف المبيد، و إضافة نواتج الشطف إلى خزان الرش قبل إتمام ملئه إلى العلامة المحددة أو المطلوبة.
5- يلزم تنظيف أي تلوث بالمبيدات بمجرد حدوثه، فإذا تلوث الجلد بها يلزم غسيله مباشرة و بأقصى سرعة بالماء و الصابون، و تلوث الملابس يلزم تغييرها بأقصى سرعة ممكنة، و تنظيفها تماما منه قبل إعادة استعمالها، ويراعى تجنب غسل الملابس الملوثة بالمبيدات مع الملابس الأخرى، لكي لا تتسبب في تلوثها.
6- يلزم غسل القفازات و هي في اليد قبل خلعها، و الحرص على استعمال قفازات جديدة كلما أمكن ذلك، و عدم استعمال أيها لفترات طويلة، انتظارا للتمزق و التخلص منها قبل تمزقها بالطرق البيئية السليمة.
7- لا يجوز التدخين مطلقا أو الأكل أو الشرب أثناء العمل في معايرة أو خلط أو تداول أو تطبيق المبيدات، أو حتى بعد انتهائه، إلا بعد الاغتسال الجيد، لأن ذلك قد يتسبب في استنشاق أو ابتلاع كميات من المبيدات، تكون قد لوثت الأيدي أو غيرها.
8- لا يجوز استعمال الفم في سحب سائل المبيد بخرطوم، حتى ولو كان مخففا، أو استعمال هذه الطريقة في تفريغ مياه غسيل خزان الرش.
9- عند ملء خزان الرش بسائل المبيد لا يجب ترك فتحة خرطوم التصريف عند مستوى أقل من مستوى سطح السائل في الخزان، و إلا حدث شفط عكسي ينتج عنه تفريغ سائل الرش إلى الأرض، متخذا الاتجاه العكسي في الخرطوم.
3. تطبيق المبيدات:
قراءة ملصق المبيد واجبة قبل الشروع في تطبيقه، حتى و لو كان معروفا من قبل، لان التفصيلات تنسى في الغالب، وهدف قراءة الملصق هو التذكير بهذه التفصيلات. ويلزم ارتداء ألبسة الوقاية الشخصية و أدواتها، بصرف النظر عما إذا كانت مريحة أو غير مريحة، خاصة في الأجواء الحارة، لأن عدم الراحة في ملبس أهون كثيرا من التعرض للإصابة بتسمم من المبيد.