منذ دخول االجيش الفرنسي دمشق بعد معركة ميسلون عام 1920 التي قادها البطل يوسف العظمة و بعد بدء تنفيذ مؤامرة الانتداب على القطر العربي السوري بدات مقاومة شعبنا العربي السوري ضد هذا الانتداب .
بدات المقاومة على شكل ثورات مسلحة في كل المحافظات و كان أطولها و أعمها الثورة السورية الكبرى 1920-1927 بقيادة سلطان باشا الاطرش و بعدها بدأت المقاومة السياسية التي تصعدت أوائل الأربعينيات من القرن الماضي (القرن العشرين ) فتحقق الاستقلال الأول عام 1943 اذ اعترفت فرنسا بحكم وطني فتمت الانتخابات النيابية و تم انتخاب رئيس للجمهورية و انتخاب حكومة وطنية لكن الفرنسيين ابقوا على قطاعات الجيش تحت سلطاتها ,
لكن المقاومة استمرت في التصعيد و كان للطلاب في كل المحافظات الدور الرئيسي في قيادة المظاهرات و المطالبة بالاستقلال التام و تسليم الجيش للحكم الوطني حتى أخذت الأرض تهتز تحت مضاجع الفرنسيين مما جعلها تقدم على ابشع جريمة اقترفتها فانقضت على المجلس النيابي و قتلت حاميته من الشرطة و مثلت بجثثهم و كان ذلك يوم الاثنين في 25/5/1945 و في الوقت نفسه كانت تقوم باعتداءات ممثالة في مختلف المحافظات .
أما في السويداء و للاسف الذي لا نقرأه في التاريخ هو ما يلي :
لقد كان الأمر مختلفا في السويداء اذ تداعى بعض الضباط و صف الضباط إلى اجتماع عقدوه ليلة 29-30/5/1945 في شقة كان يستاجرها المقدم الدكتور توفيق عز الدين من منزل الشيخ اسماعيل عبد الدين و كان المجتمعون على اتصال مع محافظ السويداء الأمير حسن الأطرش , و قرروا الانقلاب عسكريا على السلطة الفرنسية في المحافظة .
و في صباح يوم الثلاثاء 30/5/1945 تم الانقلاب و تم أسر الضباط الفرنسيين و ايداعهم في منزل المحافظ و رفعت الاعلام السورية فوق الثكنات و عمت المظاهرات ارجاء مدينة السويداء .
و بذلك تكون محافظة السويداء قد اجلي عنها الفرنسيون قبل عام كامل من اجلائهم عن باقي القطر العربي السوري .
و قد وصلت أصداء هذا الانقلاب مختلف انحاء العالم اذ خطب الجنرال ديغول الذي كان خارج فرنسا في احدى المستعمرات في افريقيا اذ قال :
.............( لا تزال كلها في أيدي الفرنسيين ما عدى ( محافظة جبل الدروز).......................
المصدر : سعيد يوسف عزي
بقلم : majnoon